نحو التزام وطني لتعزيز الاستخدام الرشيد للأدوية بقلم: أ.د/ قاسم محمد بحيبح وزير الصحة العامة والسكان اليمن 18-11-2025 18:22:06

more

يشهد العالم في الفترة من 18 إلى 24 نوفمبر من كل عام فعاليات الأسبوع العالمي لمقاومة مضادات الميكروبات وهي محطة سنوية مهمة لتعزيز الوعي بخطر المقاومة والحد من انتشارها باعتبارها أحد أكبر التحديات الصحية العالمية في القرن الحادي والعشرين. وتحدث مقاومة مضادات الميكروبات (AMR) عندما تتغير البكتيريا والفيروسات والطفيليات بحيث تصبح الأدوية أقل فعالية او فاقدة التأثير على الميكروبات مما يزيد من صعوبة علاج الالتهابات ويهدد حياة الكثيرين.

انطلاقاً من مسؤوليتنا الوطنية فقد أطلقت وزارة الصحة العامة والسكان قبل عام برنامجاً وطنياً للترصد على مقاومة مضادات الميكروبات ويخطو هذا البرنامج بثبات يوماً بعد يوم بالتنسيق الوثيق مع بقية البرامج والقطاعات ذات العلاقة داخل الوزارة وخارجها. ويهدف البرنامج إلى رفع الوعي المجتمعي وتعزيز الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية إضافة الى تفعيل دور المختبرات وتقوية إجراءات مكافحة العدوى بما يضمن بناء منظومة وطنية قادرة على الاستجابة لهذا التهديد المتصاعد ومن أبرز الأسباب المؤدية لظهور وانتشار المقاومة:
1. الاستخدام غير الرشيد للمضادات الحيوية دون وصفة طبية.
2. الإفراط في استخدامها في تربية الحيوانات والقطاع الزراعي.
3. ضعف ممارسات مكافحة العدوى في المرافق الصحية.
4. محدودية الوعي بمخاطر الاستخدام الخاطئ.
5. تهريب الادوية والتي تشكل مشكلة كبيرة علينا ونحن بحاجة إلى وقوف الوزارات ذات العلاقة إلى جانب وزارة الصحة.

من أجل مواجهة هذا الخطر يجب علينا جميعا العمل على تعزيز:
- الاستخدام السليم للمضادات وفق وصفة طبية.
- إجراءات مكافحة العدوى في المستشفيات.
- قدرات الترصد والمختبرات.
- الرقابة على سوق الدواء.
- التوعية المجتمعية والإعلامية.
- البحث العلمي في المجالات العلاجية والتشخيصية.

يمثل نهج الصحة الواحدة (One Health) الإطار الفاعل لمعالجة مقاومة مضادات الميكروبات إذ يربط بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة. فالممارسات في الزراعة واستخدام المضادات في تربية المواشي والملوثات البيئية كلها تلعب دوراً محورياً في انتشار السلالات المقاومة ما يحتم التنسيق بين كافة القطاعات حيث تعمل وزارة الصحة وشركاؤها في العمل على صياغة خطة وطنية لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات وسوف تتكامل الجهود من خلال العمل مع 
- الهيئات الرقابية لتنظيم صرف المضادات الحيوية 
- المرافق الصحية لتطبيق البروتوكولات العلاجية.
- القطاع الزراعي والبيطري لتنظيم استخدام المضادات للحيوانات.
- المنظمات الدولية لتوفير الدعم الفني والقدرات.
- وسائل الإعلام والمجتمع لتعزيز الوعي.

ومن الاهمية بمكان التأكيد على:
- ان لا تستخدم المضادات الحيوية إلا بوصفة طبية.
- إكمال الجرعة المقررة دون توقف.
- لا تشارك الأدوية مع الآخرين.
- الالتزم بغسل اليدين والنظافة العامة لتجنب العدوى وبالتالي مضاداتها
- الحرص على أخذ التطعيمات الروتينية لتجنب العدوى بالامراض المعدية.

واخيرا وفي الأسبوع العالمي لمقاومة مضادات الميكروبات (18–24 نوفمبر) نجدد التأكيد أن مواجهة هذا التهديد تتطلب عملاً جماعياً متكاملاً ونحن في وزارة الصحة العامة والسكان ماضون في تعزيز برامجنا الوطنية وفي مقدمتها برنامج رصيد و مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات الذي بدأ خطواته الأولى قبل عام ويواصل تقدمه بثقة واقتدار، بالشراكة مع الجهات الحكومية والأهلية والدولية، من أجل يمن يتمتع بمستقبل صحي آمن ومستدام