سبع سنوات من الصمود.. لجنة اعتصام المهرة تُرسّخ نموذجا وطنيًا في مقاومة الوصاية الخارجية

25-06-2025 03:34:19
more

في 25 يونيو 2018، خرج المئات من أبناء محافظة المهرة إلى ساحة الاعتصام في مدينة الغيضة، عاصمة المحافظة، ليطلقوا شرارة واحدة من أبرز حركات الاحتجاج السلمي في اليمن، رفضًا للوجود العسكري الأجنبي، وفي طليعته التواجد السعودي الإماراتي الذي اعتبره أبناء المهرة تدخلًا سافرًا في السيادة الوطنية وتهديدًا لبنية المجتمع المحلي.

منذ تلك اللحظة تشكلت لجنة الاعتصام السلمي، لتقود الحراك الشعبي بأهداف واضحة حماية السيادة الوطنية والدفاع عن مؤسسات الدولة ورفض تحويل المهرة إلى ساحة نفوذ خارجي يتجاوز سلطة الدولة اليمنية ويخدم أجندات إقليمية.

واليوم، وبعد سبع سنوات، لا تزال شعلة الاعتصام متقدة، لتؤكد أن المهرة، بتكوينها القبلي المتماسك ووعيها السياسي المتصاعد، لم ولن تكون ساحة مستباحة لأي مشروع خارجي.




نموذج نادر في النضال السلمي

رغم كل التحديات حافظت اللجنة على سلمية احتجاجها ونظّمت المظاهرات والوقفات رافعة شعار لا وصاية على اليمن ما منحها احتراما ومصداقية واسعة حتى من بعض خصومها السياسيين.

المحلل السياسي أشرف عبدالجليل يصف اللجنة بأنها أيقونة وطنية جسّدت قيم العزة والكرامة، ويضيف:

 لقد تجاوزت اللجنة حدود الاحتجاج التقليدي ونجحت في بلورة مشروع وطني جامع رافض للارتزاق والتبعية ومؤمن بقدرة الشعب على انتزاع سيادته



ويخص عبدالجليل بالذكر الشيخ علي سالم الحريزي أحد أبرز قيادات اللجنة معتبرا إياه مرجعية سياسية ذات بصيرة تنبه مبكرا لما وصفه بـ"مشروع الهيمنة السعودي الإماراتي في المهرة.


الوعي السياسي يسبق البندقية

من جانبه يرى الكاتب والباحث علي محسن أن تجربة لجنة اعتصام المهرة تقدم نموذجا فريدًا في الدفاع عن الوطن دون سلاح، مشيرًا إلى أن اللجنة نجحت في الحفاظ على مسافة متوازنة من جميع الأطراف، وجعلت من السيادة هدفًا غير قابل للتفاوض.

 لقد أثبت أبناء المهرة أن الكرامة الوطنية لا تحتاج إلى قوة نارية بل إلى وعي جماهيري وشرف في الموقف يقول محسن مضيفا
اللجنة شكّلت جدار صد وطني في وجه أطماع إقليمية سافرة، وكانت ولا تزال صوتا نقيا في زمن تلوثت فيه المواقف بالمصالح الضيقة



ويؤكد محسن أن المهرة استطاعت الحفاظ على أمنها واستقرارها بفضل تكاتف أبنائها ومكوناتها القبلية والاجتماعية رافضة كل محاولات اختراق نسيجها الداخلي أو تمزيق وحدتها.



الاعتصام.. من احتجاج إلى مشروع وطني

تحولت لجنة اعتصام المهرة خلال السنوات الماضية من مجرد رد فعل احتجاجي إلى مشروع وطني متكامل في رؤيته ونهجه يقوم على الاستقلالية في القرار، والتمسك بالسيادة ورفض تحويل اليمن إلى ساحة صراع مصالح خارجية.

في زمن الانقسامات والارتهان قدّمت المهرة درسًا في الثبات الوطني وأكدت عبر لجنتها أن السيادة لا تُمنح من أحد بل تُنتزع بإرادة الأحرار وأن صوت الشعوب الصادق أقوى من كل التحالفات العابرة للحدود.